الحج والاوبئه الى جائحة كورونا


أعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق تعليق العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين،وتساءل الكثير هل من الممكن تعليق الحج هذا العام، في حالِ استمر"كورونا الجديد"، وعدم انتشار المرض حول العالم قبل نهاية يوليو القادم الذي سوف يكون بدء الشعائر المقدّسة.

"كورونا" لم يكن  الوباء أو المرض الوحيد الذي ادى الى تعليق العمرة أو الحج.

علماء التاريخ الإسلامي الذين أكّدوا بأن أسبابًا عديدة أدت إلى تعليق الحج والعمرة و منها الأمراض  والأوبئة‏،‏ عدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد، الاضطراب الاقتصادي، ‏قطاع الطرق‏ من قبل اللصوص  والاضطرابات السياسية وسوف نذكر البعض منها.

السبب الأول عام 251هـ، والتي تُعرف بـ"مذبحة صعيد عرفة"، وتم ايقاف الحج آنذاك، هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي ومن معه؛ جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة".

السبب الثاني "القرامطة" من اعتقاداتهم أن الحج من الجاهلية وكان زعيمهم أبو طاهر القرمطي وفي اليوم الثامن من ذي الحجة عام 317هـ، قام بقتل حجاج بيت الله ونهب وسفك للدماء واصبحت مجزرة ونادى أصحابه  "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، وقلعوا الحجر الأسود".

وتزايد قتلى بيت الله الحرام إلى 30 ألف شهيد،وتم دفنهم في موقعهم  بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، وجمعوا جثة 3 آلاف حاج والقو بهم في بئر زمزم ودمروه بالكامل، وقلعوا الحجر الأسود من مكانه وأخذوه معهم، وتعطّل الحج 10 أعوام، حيث لم يقف أحد بعرفة، ولم تؤد المناسك، وذلك لأول مرة منذ أن فرضت الشعيرة".

السبب الثالث عام 357 هـ، ما يُسمّى بـ"داء الماشري" في مكة المكرمة، وبسببه مات الحجاج وجمالهم في الطريق من العطش ولم يستطيعوا الوصول إلى مكة سوى القليل.

السبب الرابع عام 390 هـ بسبب شّدة الغلاء.

وايضاً وباء الكوليرا الذي انتشر في موسم الحج، وتزايدت الوفيات في عرفات، وبلغت ذروتها في منى.

في تلك الفترة لم يكن هنالك متابعة الحجاج ومراقبة امراضهم ولم يتم حجر المشتبه بإصابتهم أو ممن يحملون امراض معدية وإضافة إلى ذلك لا توجد خدمات تعقيم مما أدى الى وفاة الكثير من الحجاج.

لكن في الوقت الراهن الحكومة السعودية سخرة جميع جهودها وامكانياتها لحماية زوار بيت الله الحرام واداء المناسك من كل صوب بأذن الله.

 وفي يوم 01 ذو القعدة 1441هـ صدر عن وزارة الحج والعمرة  البيان التالي :

فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية بإذن الله.

أعلن وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح أن أعداد الحجاج ستكون محدودة جدا،خلال مؤتمر صحفى لحج 1441 هجريا بحضور وزير الصحة سننسق مع البعثات الدبلوماسية داخل السعودية لتسجيل حجاجهم، مؤكدا تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي خلال الحج، وتجنب الحشود الكبيرة.قال وزيرالصحة توفيق الربيعة، إن قرار الحج من الداخل هذا العام جاء للحفاظ على سلامة المسلمين وسيكون لمن هم أقل من 65 عاما ولا يعانون من أي أمراض مزمنة، وسيتم الكشف عليهم يوميا خلال اداء مناسك الحج.

إن حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهي تتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين في كل عام، لتؤكد أن هذا القرار يأتي من حرصها الدائم على أمن قاصدي الحرمين الشريفين وسلامتهم حتى عودتهم إلى بلدانهم.

نسأل الله عز وجل أن يحمي دول العالم أجمع من هذه الجائحة، وأن يحفظ الإنسانية من كل مكروه، إنه على كل شيء قدير.

 




تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة المنشي

يوم التأسيس (يوم بدينا)

الفحص الدوري للسيارات